مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٠٧
إن رواية عائشة له من أقوى الشواهد على صحته وثبوته، ولله در من قال:
ومليحة شهدت لها ضراتها * والحسن ما شهدت به الضراء ومناقب شهد العدو بفضلها * والفضل ما شهدت به الأعداء ومن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد علم لطف الله تعالى في اشتهار الحديث من طريق عائشة، ولله في خلقه شؤون.
ولولا أن الحافظ الغماري من أئمة الحديث وحذاق النقاد لما أطنبنا معه في الكلام، لكنه أتى بكلام غريب استدعى المناقشة والمداقة، فبينا - بحول الله تعالى وقوته - أنه ليس بشئ عند المحاقة.
ثم بعد تحرير هذا كتب إلينا شيخنا العلامة المحدث أبو اليسر جمال الدين عبد العزيز بن الصديق - حفه الله بالعناية والتوفيق - أنه تعقب كلام شقيقه أبي الفيض في (المغير)، بقوله: هذا لا يكفي في الدلالة على الوضع، فقد تكون - يعني عائشة - نسيت أو تأولت، وقد حاربه الزبير معها ونسي قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): إنك ستحاربه وأنت ظالم له (1)، حتى ذكره علي (عليه السلام) فترك. انتهى.
قلت:
وهذا أيضا يوهن حكم ذلك الإمام الحافظ ويبطل جزمه بوضع حديث الباب، والله المستعان.
وأما الألباني الشامي، فله جرأة عظيمة في إطلاق دعوى الوضع على الأحاديث - كما لا يخفى على من وقف على كتبه - وقد حكم على هذا

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٦٦، الفضائل الخمسة في الصحاح الستة 2 / 404 - 408.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست