مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ٢١٨
وامتدت إلى الربع الأول من القرن الثالث الهجري، ومن أعلام المدونين فيها عبد الله بن موسى الكوفي، وأسد بن موسى البصري، وأحمد بن حنبل (ت 240 ه‍)، وغيرهم.
أما المرحلة الثالثة من تدوين الأحاديث عند العامة، فقد ابتدأت بعد انتهاء دور المرحلة الثانية، وانتهت في أوائل القرن الرابع الهجري، وقد اتسمت تلك المرحلة بجمع الأحاديث وتصنيفها على الأبواب، بحيث جعل لكل صنف من الأحاديث التي تدور حول محور واحد باب خاص به، كما امتاز التصنيف فيها بجودة الترتيب بالقياس إلى المرحلتين السابقتين، هذا مع اختيار المحدث ما يراه مناسبا للتدوين، كل بما يمليه عليه علمه واجتهاده ومنهجه.
ومن أهم كتب هذه المرحلة هي:
صحيح البخاري (ت 256 ه‍)، وصحيح مسلم (ت 261 ه‍)، وسنن ابن ماجة (ت 273 ه‍)، وسنن أبي داود السجستاني (ت 275 ه‍)، وسنن الترمذي (ت 279 ه‍)، ومجتبى النسائي (ت 303 ه‍)، وتسمى هذه الكتب - عند العامة - بالصحاح الستة، ويلحقها - في الرتبة والزمان - صحيح ابن خزيمة (ت 311 ه‍)، وصحيح أبي عوانة (ت 316 ه‍) وغيرهما.
ومع أن تحري الصحيح دون غيره من مستلزمات مدوني الحديث لا سيما في هذه المرحلة التي تعد من أهم مراحل التدوين عند العامة، وكتبها من أصح كتب الحديث عندهم، إلا أنها لم تسلم كغيرها من الأحاديث الموضوعة، والضعيفة، بسبب الحظر المضروب على الحديث كما مر، ولكون أصحاب هذه الكتب اعتمدوا بشكل مباشر على مسموعات
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست