مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ٢٠٦
معارضة المنع لأحاديث الإذن بالكتابة وإباحتها:
إن أحاديث منع التدوين المرفوعة والموقوفة معارضة لما ورد في الصحيح الثابت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بشأن تدوين الحديث الشريف.
من قبيل ما رواه رافع بن خديج قال: " قلت: يا رسول الله، إنا نسمع منك أشياء، أفنكتبها؟ قال: اكتبوا ولا حرج " (1).
وكذلك أمر (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تكتب خطبته الشريفة عند فتح مكة، حين طلب أبو شاه - رجل من أهل اليمن - أن يكتبوا له الخطبة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " اكتبوا لأبي شاه " (2).
ومنها، قول عبد الله بن عمرو بن العاص: " يا رسول الله، إنا نسمع منك أشياء لا نحفظها، أفنكتبها؟ قال: بلى، فاكتبوها " (3).
وعن عبد الله بن عمرو، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " قيدوا العلم بالكتاب " (4).
وعنه أيضا، قال: " كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: تكتب كل شئ تسمعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بشر يتكلم في الرضا والغضب!!؟
قال: أمسكت، فذكرت ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أكتب، فوالذي

(١) تقييد العلم: ٧٣.
(٢) صحيح البخاري ١: ٤٠ - ٤١، وصحيح الترمذي ٥ / ٣٩ رقم ٢٦٦٧.
(٣) تقييد العلم: ٧٤.
(٤) تقييد العلم: ٦٩، ورواه أنس بن مالك كما في " تقييد العلم "، وابن عباس في الكامل - لابن عدي - ٢ / ٧٩٢ كما في " تدوين السنة الشريفة ".
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست