مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٦ - الصفحة ٣٥٧
[٦] ومن ذلك ما رواه محمد بن العباس بن مروان، المذكور بإسناده من طريق الجمهور ليكون أبلغ في الحجة، للاتفاق عليه إلى أبي سعيد الخدري، أن عمارا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وددت أنك عمرت فينا عمر نوح عليه السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(يا عمار! حياتي خير لكم، ووفاتي ليس بشر لكم، أما في حياتي فتحدثون وأستغفر لكم، وأما بعد وفاتي فاتقوا الله وأحسنوا الصلاة علي وعلى أهل بيتي، فإنكم تعرضون علي بأسمائكم وأسماء آبائكم وأنسابكم وقبائلكم، فإن يكن خيرا حمدت الله، وإن يكن سوءا (١) أستغفر الله لذنوبكم، فقال المنافقون والشكاك، والذين في قلوبهم مرض، يزعم أن الأعمال تعرض عليه بعد وفاته، بأسماء الرجال وأسماء آبائهم وأنسابهم إلى قبائلهم (٢)، إن هذا لهو الإفك، فأنزل الله جل جلاله: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
فقيل له: ومن (المؤمنون)؟
فقال: عامة وخاصة، أما الذين قال الله عز وجل (والمؤمنون) فهم آل محمد الأئمة عليهم السلام، ثم قال: ﴿وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون﴾ (3)، من طاعة ومعصية) (4).
يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس قدس

(١) في (ش): سوى ذلك.
(٢) في (ش): ورجالهم وقبائلهم.
(٣) سورة التوبة ٩: ١٠٥.
(٤) عنه، بحار الأنوار ٢٣ / ٣٥٣ ح ٧٥، ومستدرك الوسائل ١٢ / 163 ح 8 باختلاف يسير.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست