مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٥٣
يتقدموا في التحقيق خطوة واحدة إلى الإمام، لأن الخطوة اللاحقة سوف تنفض أيديهم مما وضعه فيها حديث عائشة!
فالسيدة أم سلمة أقسمت على كذب الحديث المروي عن عائشة، حين أقسمت أن آخر الناس عهدا بالنبي هو علي بن أبي طالب! قالت: (والذي أحلف به، إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله (ص)، عدنا رسول الله (ص) غداة بعد غداة يقول: جاء علي؟ مرارا، فجاء بعد، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه علي، فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض (ص) من يومه ذاك وكان أقرب الناس به عهدا) (180).
فالصحابة كانوا يعرفون ذلك وإن أنكرته عائشة، فدخل حديثها صحيح البخاري دون حديث أم سلمة الذي كان رجاله من رجال الصحيح!
* في محاورة السيدة أم سلمة للسيدة عائشة وقد أغضبتها البيعة لعلي فعزمت على المسير إلى البصرة، أعادت عليها أشياء كثيرة تذكرها ما تعلمه من حق علي (ع)، ومن ذلك: (قالت أم سلمة: يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله (ص) في بعض أسفاره، فأقبل أبوك وعمر فاستأذنا، فقمنا إلى الحجاب، فدخلا ثم قالا: يا رسول الله، إنا والله ما ندري ما قدر ما تصحبنا، أفلا تعلمنا خليفتك فينا فيكون مفزعنا إليه؟
فقال (ص): أما إني قد أرى مكانه، ولو فعلت لنفرتم عنه كما نفرت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران!
فلما خرجا خرجت أنا وأنت فقلت له - وكنت جريئة عليه -:
يا رسول الله، من كنت مستخلفا عليهم؟

(١٨٠) مسند أحمد ٦ / ٣٠٠، وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / 112.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست