مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢١٨
وديارهم وأموالهم، وهو المراد بقوله: * (ليستخلفنهم في الأرض) *. وقوله:
* (كما استخلف الذين من قبلهم) * يعني بني إسرائيل، إذ أهلك الله الجبابرة بمصر، وأورثهم أرضهم وديارهم، فقال: * (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها) * (53). وهكذا كان الصحابة مستضعفين خائفين، ثم إن الله تعالى أمنهم ومكنهم وملكهم، فصح أن الآية عامة لأمة محمد (ص) غير مخصوصة، إذ التخصيص لا يكون إلا بخبر ممن يجب له التسليم، ومن الأصل المعلوم التمسك بالعموم) (54).
وهذا يعني بوضوح أن الخطاب غير محصور بالصحابة رضي الله عنهم، بل هو عام لكل أمة محمد في كل زمان (55).
والثاني: ما ذكروه في سبب نزول الآية، فإنه منطبق تماما على ما ذكر آنفا، لا يساعد على تخصيصها في الخلفاء الراشدين أو بعضهم، وإن كان فيه ما يفيد تخصيصها بالنبي (ص) وأصحابه (56).
ففي رواية البراء، قال: فينا نزلت ونحن في خوف شديد.
وفي رواية أبي العالية، يصف حال أصحاب الرسول وهم خائفون، يمسون في السلاح ويصبحون في السلاح، فشكوا ذلك إلى النبي (ص) فأنزل الله الآية، فأظهر الله نبيه على جزيرة العرب، فأمنوا ووضعوا السلاح.

(٥٣) سورة الأعراف ٧: ١٣٧.
(٥٤) تفسير القرطبي ١٢ / ١٩٦ - ١٩٧. وانظر أيضا: الميزان في تفسير القرآن ١٥ / ١٦٧، الإفصاح في الإمامة - للشيخ المفيد -: ٩١ - ١٠٠، فتح القدير (تفسير الشوكاني) ٤ / ٤٧.
(٥٥) فتح القدير ٤ / 47.
(56) كما تقدم في آخر الكلام المنقول عن القرطبي، وهو ما ذهب إليه محمد جواد مغنية في تفسيره الكاشف 5 / 436.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست