مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٢٢
عمر إلى جهاد الكفار وهم قد شهد عليهم الله ورسوله بالكفر والموت على الضلال؟! فقال تعالى في تلك الآية نفسها: * (فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين * ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) *.
وهذا صريح في حكم الله تعالى عليهم بالكفر وقت نزول الآيات، وأنهم يموتون على الكفر والضلال، وأكد ذلك بقوله في الآية التالية مباشرة:
* (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) * (67).
فهؤلاء إذن المقطوع بكفرهم وموتهم على الكفر، غير أولئك الذين ذكرتهم سورة الفتح ووعدتهم بالثواب إن هم استجابوا للداعي!
وهذه المفارقات الظاهرة لا تخفى على كبار المتكلمين لولا التقليد والإصرار على نصرة المذهب! وهذه العلة هي التي أوقعت الكثير من كبار المتكلمين في العقائد بمثل هذه التناقضات والمفارقات الغريبة التي لا تخفى على البسطاء، لكنها بلا شك محل اعتصام المقلدين الذين يعجبهم كل ما من شأنه نصرة المذهب! وهذه ظاهرة عامة، فلا فرق بين مقلد متعصب، وآخر مثله!
* ثمة التفاتة لم أجد من أشار إليها مع أنها داخلة في صلب هذا الموضوع إلى حد الحسم في تحديد غايته! وهي: أنه في ذات الواقعة التي نزلت فيها الآية الأولى: * (قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم

(٦٧) سورة التوبة: ٩: 83 - 85.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست