فصل وإذ فرغنا بحول الله تعالى وقوته من كشف الحال عما افتعله أهل الحيرة والضلال، وبينا ما فيه من المقال، فلا بأس بصرف عنان الكلام إلى التعرض لنبذة مما رواه القوم من الأحاديث المتضمنة لتبشير بعض العشرة بالجنة، وبيان وهنها وبطلانها، لئلا يتشبث بها الجهلة فيجعلونها شاهدة بصحة حديث الباب، فنقول وبالله تعالى التوفيق:
* أخرج مسلم في صحيحه (146) من طريقين عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان على جبل حراء فتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسكن حراء، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، وعليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص.
وفي إسناده سهيل بن أبي صالح، قال ابن معين: ليس حديثه بحجة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وذكر ابن أبي خيثمة في تاريخه عن يحيى، قال: لم يزل أهل الحديث يتقون حديثه، وذكر العقيلي عن يحيى أيضا أنه قال: هو صويلح، وفيه لين كما بترجمته في " تهذيب التهذيب " (147).
* وأخرج البخاري في مواضع من صحيحه (148) عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال: أثبت أحد، فما عليك