مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ٤٨
أن ينفي سماعه مثل ذلك في حق غيره. انتهى.
ومنها: ما اختاره النووي في (شرح صحيح مسلم) (136) من أن سعدا قال: " ما سمعت " ونفي سماعه ذلك لا يدل على نفي البشارة للغير. انتهى.
وفيه: أنه قد وقع التصريح في حديث سعيد بن زيد المخرج في مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجة وجامع الترمذي (137) بأن البشارة - على تقدير تسليم ثبوتها، ولا نسلم - وقعت على حراء، وكل حديث من أحاديث الباب لم يذكر فيه الموضع، فالمراد به ذلك، لأن تبشير هؤلاء العشرة لم يتفق وقوعه إلا مرة واحدة البتة، فلا بد أن يكون سعد قد سمع البشارة - لو كانت - كما سمعها سعيد، فتحصل من مجموع ما سلف أن حديثه في تبشير عبد الله بن سلام بالجنة ينفي وقوع البشارة له ولغيره من العشرة جزما.
فما ذكره النووي لا يتم في هذا المقام لما بينا، وبه يظهر أن ما استروح إليه المناوي في " فيض القدير " (138) في دفع المنافاة بين الحديثين من احتمال أن يكون حديث تبشير العشرة لم يسمعه سعد وسمعه غيره، غير جيد.
وكذا ما ذكره في حديث: عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة - الذي أخرجه أحمد والطبراني والترمذي والنسائي والحاكم عن معاذ، والبخاري في تاريخه عن يزيد بن عميرة الزبيدي - من أن هذه العشرة غير العشرة المشهود لهم بالجنة (139) وأن هؤلاء خصوا بأنهم بشروا بها دفعة واحدة وغيرهم وقع مفرقا (140) لا يمت إلى الصواب بسبب.

(١٣٦) شرح صحيح مسلم ٦ / ١٦٤.
(١٣٧) مسند الإمام أحمد ١ / ١٨٧ - ١٨٨ و ج ١ / ١٨٨، سنن ابن ماجة ١ / 48، الجامع الصحيح 5 / 651.
(138) فيض القدير 1 / 92.
(139) فيض القدير 4 / 300.
(140) فيض القدير 1 / 92.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست