مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ١٠١
تتمة فإن قال قائل: حسبك في صحة حديث السحر وتأثيره اتفاق الأمة على تسمية السورتين بالمعوذتين منذ الصدر الأول، ونزولهما لتعويذه واسترقائه صلى الله عليه وآله وسلم مما أصابه.
قلنا: لسنا ننكر نزول المعوذتين في شكوى أصابته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، بل نقول به موجبة جزئية، إلا أن الجزم بكونها عمل السحر فيه عليه وآله الصلاة والسلام مشكل، لأن ظاهر ما جاء في شأن نزولهما أعم من ذلك، فلا يدل عليه - كما لا يخفى -.
عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اشتكى شكوى شديدة ووجع وجعا شديدا، فأتاه جبرائيل وميكائيل عليهما السلام فقعد جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، فعوذه جبرائيل ب‍ (قل أعوذ برب الفلق) وعوذه ميكائيل ب‍ (قل أعوذ برب الناس).
وروى أبو خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو شاك فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله أحد، وقال: باسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء يؤذيك، خذها فلتهنيك (105).
وذكر الإمام فخر الرازي في تفسيره الكبير 3 / 187 وجهين آخرين - سوى قصة السحر - في سبب نزول الروح الأمين بالمعوذتين على النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

(١٠٥) مجمع البيان ١٠ / ٥٦٩، الدر المنثور ٦ / 419.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست