مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٧١
مضافا إلى أن بين الخبرين المتقدمين تهافتا بينا، ففي الأول أن جبرئيل عليه السلام هو الذي تولى قراءة المعوذتين، وفي هذا أن عليا عليه السلام هو الذي قرأهما، وعليك بالتأمل والتروي فيما روي في هذا الباب علك تهتدي إلى علل أخرى، والله المستعان.
وفي كتاب طب الأئمة عليهم السلام أيضا (14) عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام - من حديث - قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي، فقال أبو بصير لأبي عبد الله عليه السلام: وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره؟ قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: بلى، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى أنه يجامع وليس يجامع، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده، والسحر حق، وما يسلط السحر إلا على العين والفرج - الحديث -.
ومع غض الطرف عن إرساله، أفليس - يا أولي الألباب - أن من يرى أنه يفعل الشئ ولا يفعله قد بلغ السحر منه مبلغا عظيما وأخذ بروحه بحيث يتخيل ذلك؟! وحاشا أشرف الخلائق وأكملهم على الإطلاق صلى الله عليه وآله وسلم من هذا التخبيط والتخليط.
وفي كتاب (دعائم الإسلام) (15) عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام: أن لبيد بن أعصم وأم عبد الله اليهوديين لما سحرا النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعلا السحر في مراقي بئر بالمدينة، فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب، فنزل عليه جبرئيل، بمعوذات - الحديث -.
وهذا خبر آحاد مرسل لا يحتج بمثله في هذه المقامات، على أن هذا

(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست