مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ١٢٦
وما معنى قول خامس في الإمام الحسن العسكري عليه السلام:
(ليس بشئ) (47).
ففي القوم من يقول - أو يرتضي أن يقال - مثل هذه الأشياء في أئمة أهل البيت عليهم السلام، ومع ذلك يدعي بعضهم أنهم هم المقتدون بأهل البيت والمتمسكون بحبل ودادهم.
لكنهم إذا ما نقل الشيعي عن تاريخ ابن خلكان وغيره: أن مالكا - أحد الأئمة الأربعة - بقي في بطن أمه ثلاث سنين... قالوا: لماذا نقل هذا؟! وماذا قصد؟! وإذا كان الناقلون لهذه القضية: قاضي القضاة ابن خلكان الشافعي، وحافظ المغرب ابن عبد البر المالكي، والمؤرخ الشهير ابن قتيبة... وأمثالهم، فما ذنب الشيعي إذا نقلها عنهم؟! بل لقد حكى الحافظ الذهبي ذلك ولم يتعقبه بشئ، قال:
(قال معن والواقدي ومحمد بن الضحاك: حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين. وعن الواقدي قال: حملت به سنتين) (48).
وقال: (قال معن القزاز وجماعة: حملت بمالك أمه ثلاث سنين) (49).
وقال الحافظ المالكي القاضي عياض في كتابه المؤلف في فضائل مالك وعلماء مذهبه: (باب في مولد مالك - رحمه الله تعالى - والحمل به ومدة حياته ووقت وفاته): (واختلف في حمل أمه به، فقال ابن نافع الصائغ والواقدي ومعن ومحمد بن الضحاك: حملت به أمه ثلاث سنين. وقال نحوه بكار بن عبد الله الزبيري وقال: أنضجته - والله - الرحم. وأنشد الطرماح:
تضن بحملنا الأرحام حتى * تنضجنا بطون الحاملات

(٤٧) اللآلي المصنوعة ١ / ٣٩٦، الموضوعات ١ / ٤١٥.
(٤٨) سير أعلام النبلاء ٨ / 132.
(49) العبر في خبر من غبر 1 / 210.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست