مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ١٤٥
التقريب، ولا أحد من أهل السنة ينتبه بهذا الأمر الخطير) (13).
أقول: أولا: إن كتاب (سر العالمين وكشف ما في الدارين) لأبي حامد محمد الغزالي، صاحب إحياء العلوم. وقد نسبه - فيمن نسبه - إليه كبير الحفاظ والمؤرخين المعتمدين من أهل السنة، ألا وهو شمس الدين الذهبي - المتوفى سنة 748 ه‍ - في كتابه المعروف (ميزان الاعتدال) واعتمد عليه ونقل منه، فلاحظ الكتاب المذكور (14).
وعلى هذا الأساس نسبته الشيعة إليه، فلماذا الافتراء؟! ولماذا الانكار من هؤلاء الطلبة الأصاغر المتأخرين لما يقر به أكابر أئمتهم المعتمدين؟!
وثانيا: إن هذا الذي يعترف به - متفجعا - من أقوى أدلة صحة المراجعات، واعتبار ما تحتويه من استدلالات، وإلا فعلماء قومه مقصرون أمام الله والرسول ومشايخ الصحابة المقتدى بهم في مذهبهم! رغم طبعها عشرات المرات كما ذكره، ورغم أنها تدعو إلى المناظرة بصدر رحب... كما ذكر السيد رحمه الله.

(١٣) مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة ٢ / ٢١٣ - ٢١٧ للدكتور ناصر بن عبد الله الغفاري، وهو رسالة لنيل درجة الماجستير، أجيزت بتقدير ممتاز! نشر: (دار طيبة في الرياض سنة ١٤١٣ ه‍ في جزءين كبيرين.
(١٤) ميزان الاعتدال، ترجمة الحسن بن الصباح ١ / ٥٠٠.
وممن نسب الكتاب إلى الغزالي: الحافظ الواعظ سبط ابن الجوزي الحنفي - المتوفى سنة ٥٨١ ه‍ - صاحب التاريخ الشهير (مرآة الزمان) وغيره من المصنفات، وله: (تذكرة خواص الأمة) الذي أورد فيه بعض ما يتعلق بأئمة أهل البيت عليهم السلام، بأسانيده إلى النبي عليه وآله الصلاة والسلام، ولأجله رموه بالترفض مع الثناء عليه ووصفه بالحفظ والفقه كما لا يخفى على من لاحظ ترجمته في (الجواهر المضية في طبقات الحنفية) و (الفوائد البهية في طبقات الحنفية) وغيرهما.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست