مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٥٤
وخامسا: لقد ناقض المؤلف نفسه في هذا المقام غير مرة، فهو في حين يقول: " ظلت السيدة فاطمة عليها السلام على مطالبتها " ينقل الحديث عن مسند أحمد ليستفيد أنها سكتت عن مطالبتها!
وفي الوقت الذي ينص على أنها توفيت مهاجرة لأبي بكر، ينقل حديثا عن " الرياض النضرة " أنه " اعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه "!!
وسادسا: جعله ما كان بين الصديقة المعصومة وبين أبي بكر من قبيل " ما يقع كثيرا في حياة العشائر والجماعات... " إلى آخر ما قال... هو ظلم آخر للزهراء عليها السلام...
وسابعا: نقله كلمات العقاد هنا - كسائر الموارد - لا يداوي جرحا من الجروح...
وثامنا: إن الذي أتى أبا بكر مع العباس هو " علي " لا " فاطمة " والمؤلف لم يورد نص الخبر، فلنذكره عن صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب حكم الفئ، عن عمر بن الخطاب، أنه قال لعلي والعباس: " فلما توفي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم. فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته عن أبيها. فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: لا نورث ما تركناه صدقة. فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر وكنت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وولي أبي بكر، فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم أني لصادق بار راشد تابع للحق ".
هذا هو الخبر، فهل عرفت لماذا ترك ذكره!
ولا بأس أن تعلم أنه لما كان يدل على ما يدل عليه... فقد حرفه البخاري، فأورده في الأبواب الأخرى بأشكال مختلفة:
أما في باب فرض الخمس، فاسقط الفقرتين " فرأيتماه... "
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست