مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٥٢
من تقدير العزيز العليم!!
* قال في صفحة 81:
[14] المحنة الأولى لأبي بكر وموقفه الصارم فيها " وقد ثبت واتفق عليه المحدثون وأصحاب السيرة أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: إنا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة " وجاءت محنة دقيقة تمتحن صرامة أبي بكر، وتفصيل القصة هو ما رواه البخاري بسنده عن عائشة. قالت: إن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر رضي الله عنه يلتمسان ميراثهما... وظل أبو بكر على ما اعتقده ودان به وعزم على تنفيذ وصية رسول الله، وظلت السيدة فاطمة عليها السلام على مطالبتها، وهي إما لم يبلغها ما عرفه الصديق، وإما رأت متسعا أو مبررا لخليفة رسول الله لتحقيق ما أرادته وإجابة ما طلبته، وكل مجتهد في ذلك وله العذر والصواب. وقد جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل أن السيدة فاطمة قالت: فأنت وما سمعت من رسول الله أعلم. وعاشت فاطمة بعد وفاة رسول الله ستة أشهر وهي واجدة على ذلك مهاجرة لأبي بكر حتى توفيت. ويقع مثل هذا كثيرا في حياة العشائر والجماعات، ومما تقتضيه الطبيعة البشرية، وما جبلت عليه من العاطفية والحساسية والاقتناع بما عرفه الإنسان ودان به.
ولكن لم يكن اختلافها في هذا الأمر موجدتها (22) على أبي بكر متخطية للحدود الشرعية، مخالفة لما جبلت عليه من كرم النفس وعلو النظر والسماحة، فقد روي عن عامر أنه قال: جاء أبو بكر إلى فاطمة وقد اشتد مرضها فاستأذن عليها فقال لها علي: هذا أبو بكر على الباب يستأذن، فإن شئت أن تأذني له.

(22) كذا.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست