مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٣٢
فالذي أورده عن " البداية والنهاية " غير موجود في سيرة ابن هشام! والخبر الذي رواه ابن إسحاق بإسناده عن مجاهد، أورده المؤلف عن تاريخ الطبري بسنده عن مجاهد! ثم قال في الهامش: " والحكاية عند محمد بن إسحاق أيضا " والذي جاء في السيرة لابن هشام أنه " قال ابن إسحاق: وذكر بعض أهل العلم... " أورده المؤلف عن ابن إسحاق تحت عنوان " بين علي وأبي طالب "!!
فالملاحظ: أنه يذكر شيئا عن ابن إسحاق بواسطة ابن كثير الدمشقي وهو غير موجود في السيرة الهشامية، والذي فيه لا يورده...!!
وشئ موجود عند ابن إسحاق يذكره عن الطبري ولا يورده عن ابن إسحاق، وشئ يورده عنه ولكن تحت عنوان مخترع من عنده!!
والمهم أن نقارن بين الذي في السيرة لابن هشام عن ابن إسحاق، والذي ذكره ابن كثير عن ابن إسحاق، ثم نسأل المؤلف عما دعاه إلى اعتماد نقل ابن كثير دون ما جاء في نفس سيرة ابن إسحاق؟!
هذا، وقد سبق ابن الأثير في " أسد الغابة " ابن كثير في هذا الذي أورده معزوا إلى ابن إسحاق، ولا أستبعد أن يكون ابن كثير قد أخذ المطلب من " أسد الغابة " بلا مراجعة لسيرة ابن إسحاق.
ثم إن المؤلف بعد ما رأى نفسه مضطرا إلى الاعتراف بأن عليا أول من أسلم، قال في صفحة 30:
" وهو ما تدل عليه القرائن وطبيعة الأشياء، فإنه رضي الله عنه نشأ في أحضان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وفي البيئة النبوية التي احتضنت الدعوة إلى الإسلام، وتبليغ رسالات الله إلى كافة الأنام، والخضوع لتأثيرها - إذا لم يكن مانع قاسر أو طبيعة منحرفة قاسية وحاشا عليا عن ذلك - شئ طبيعي ".
إذن، كان إسلام علي عليه السلام على أثر وجوده في هذه البيئة،
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست