مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٢١٦
وقد ضمن الله كتابه من التغيير، والتبديل، والتصرف بالزيادة والنقصان، والتقديم، والتأخير، بقوله عز من قائل:
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [سورة الحجر (15) الآية (9)].
وبقوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه) [سورة القيامة (75) الآية (17)]. انتهى (1).

(١) أوردنا صورة هذه الصفحة من المخطوطة المشتملة على هذه الفائدة الجليلة في النماذج المصورة لمخطوطات الكتاب، ص ١٥٩.
ووجود هذا النص الصريح الواضح، والقاطع في حكمه بصيانة القرآن الكريم من أية شائبة نقص أو تحريف أو زيادة.
مع توغل هذا النص في القدم، وعلى لسان واحد - آخر - من أئمة العلم والمعرفة، من الشيعة الإمامية الكرام.
يدل على أن تهمة القول بالتحريف، ليس إلا افتياتا وكذبا حاول النواصب ترويجها ونسبتها إلى شيعة محمد وآل محمد الأطهار، القائلين بعصمتهم والمتبعين آثارهم.
فالمقصرون بحق القرآن هم أولئك المقصرون في تكريم الرسول والنافون عنه العصمة الربانية، وهم الذين أحرقوا القرآن، ولا يزالون يعتدون عليه وعلى أهله بالافتيات والتكذيب.
وأما الشيعة الكرام، فهم - تبعا لأئمة أهل البيت المطهرين عليهم السلام - يحتفون بهذا القرآن الذي بين المسلمين، متداول مشهور، مقروء منشور، يقدسونه، ويستدلون به، ويحفظونه، ويذبون عنه، ويعتقدون بأنه هو الوحي الإلهي المنزل على قلب الرسول الطاهر صلى الله عليه وآله وسلم.
وأنه هو كتاب الله الذي خلفه الرسول - هو والعترة - خليفتين له، لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض، ولن تضل الأمة ما تمسكت بهما كما في أحاديث الثقلين المتواترة بين المسلمين.
والحمد لله رب العالمين.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست