مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ١٢٧
الحوليات تؤكد أولا الرأي القائل بأن أعمال الحكماء قد تعرضت إلى تغييرات وتشوهات، ولذلك كان من الضروري أن تنقش تك الأعمال بصورتها الأصلية على الحجر، لكي يتم تفادي أخطاء النساخ.
وفي سنة 175 م توجه تساي يونغ وبعض رفاقه المثقفين بعريضة إلى الإمبراطور الصيني تتضمن اقتراحا بأن تراجع أعمال الحكماء الستة على أصولها، وأن تنقش على الحجر، وفي ذلك الحين وافق الإمبراطور على هذا الاقتراح، وترك لتساي يونغ أن ينجز هذا العمل.
وحول هذا تضيف الحوليات أن تساي يونغ نقش بيده النص الصحيح على الحجر، مقابل بوابة الأكاديمية القومية، وقد أصبح الأساتذة والطلاب ينظرون حينئذ إلى هذا النص باعتباره الأصل الصحيح، وبعد أن تم النقش جاء الكثير من الناس ليروه، ويأخذوا نسخة منه، حتى أنه أصبحت تتجمع هناك في كل يوم آلاف العربات، حتى أصبحت كل دروب وشوارع المدينة ممتلئة بالعربات... وقد انتهى العمل في هذه النقوش في سند 183 م، إلا أن معظم هذه النقوش تحطمت بعد عدة سنوات فقط (190 م) خلال تمرد حدث في المدينة.
وفيما يتعلق بنسخ هذه النقوش، أي بأخذ نسخة على الورق من النصوص المنقوش على الحجر، فقد كانت الطريقة سهلة للغاية، فقد كان الحجر يطلى بالحبر، باستثناء الحروف المنقوشة أو البارزة على الحجر، ثم توضع مادة الكتابة (الورق أو أية مادة أخرى) عليه ويضغط عليها بإحكام ثم تنزع بحيث يظهر اللون الأسود على كل مساحتها باستثناء الحروق البارزة، أي أن النسخة كانت تبدو بحروف فاتحة اللون على أرضية سوداء.
وبهذه الطريقة كانت تنسخ النصوص الدينية المهمة، ما بقية النصوص فقد بقيت تنسخ باليد إلى أن اكتشف الصينيون طريقة أخرى، أسرع وأرخص،
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست