مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ١٢٨
ألا وهي طبع النصوص بالقوالب الخشبية (21).
هذه أولى المحاولات التي اعتمدها الإنسان في الطباعة، وإن كان بعض الباحثين قد أكد وجود محاولة بدائية للطباعة قبل هذا العصر بقرون عديدة، حيث أكد بأنه قد عثر على قرص من الصلصال في فستوس مصحوبا بقرينة تدل على الفترة الثالثة من العصر المينوي الأوسط (1750 - 1600 ق. م)، مكتوب عليه علامات من وجهيه، وهذه العلامات غير محفورة بل مطبوعة بحروف طبع متحركة، لكل علامة حرف خاص بها، وهذا أول اختراع للأحرف المتحركة، ولكن هذ العلامات ليست من الكتابات المينوية تصويرية كانت أو خطية، ويرى البعض أنها من ليقية LYCia على الشاطئ المقابل في آسيا الصغرى (22).
ولكن لا نستطيع أن نكتشف تأريخ الطباعة في مثل هذه المحاولات البدائية، التي لم تتضح معالمها وحدودها حتى الآن، وإنما نسعى في محاولات تخمينية لافتراض بدايات للطباعة لا نعرفها على وجه التحقيق، خلافا لما تركته لنا حضارة الصين القديمة من تراث كثير اشتمل على عدد كبير من الوثائق أمكن التعرف عليها والجزم بالوسائل التي تم تدوينها بواسطتها.
والمعروف أن تأريخ ظهور طباعة النصوص بالقوالب الخشبية في الصين يعود إلى القرن الثامن على الأقل، وأن مخترع الطباعة هو السياسي الصيني المحترف فنج داو المتوفى سنة 954 م. ولكن بعض الكتاب الصينيين ذكروا، خلاف لما تركته لنا حضارة الصين القديمة القديمة من تراث كثير اشتمل على عدد كبير من الوثائق أمكن التعرف عليها والجزم بالوسائل التي تم تدوينها بواسطتها.

(21) ستيبتشفيتش. مصدر سابق. ص 50 - 52.
(22) مكلستر، ر. أ. س. " نظرة عامة في ثقافات البحر المتوسط الأولى ". في: تأريخ العالم.
القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1 / 637.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست