مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٩ - الصفحة ٢١١
2 - منهج المؤلف:
وقد أبدع المؤلف في رسم منهج فريد، يعتمد عنصر (الحاجة) التي يحسها كل إنسان في وجوده، فهو ليس بمستغن عمن سواه، وهذا إحساس فطري، وبديهي، غير قابل للانكار، وقد ذكر الله تعالى بهذا الاحساس في قوله: (يا أيها الناس، أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد) سورة فاطر (35) الآية (15) وقوله تعالى: (والله الغني، وأنتم الفقراء) سورة محمد (47) الآية (38).
ثم إن كانت (الحاجة) محسوسة، فطريا، فإن رفضها ونفيها أمر مطلوب للانسان، لأنها نقص ملموس، ولذلك كان (الكمال) الذي يضاده أمرا مطلوبا، بالطبع الأولي، والفطرة السليمة، بل هو من المقاصد العالية والشريفة للانسان على الأرض.
وهذا الاحساس هو الذي تؤكد عليه الشرائع بأنبيائها وكتبها، وإرشاداتها، ومدارسها، وما تملك من سبل، وطرق، وأدوات، وعوامل.
ولا بد للانسان أن يتجاوز حد (الحاجة) وما فيها من نقص، ويصل إلى الكمال، فيكون (غنيا بالله عمن سواه) كي يليق بمقام (الخلافة عن الله) في الأرض، وإلا: فالفقر سواد الوجه في الدارين، كما ورد في الأثر الشريف (13).
3 - أسلوب الكتاب:
وعلى أساس من ذلك المنهج القويم، والراسخ، والمتين، ألف الشيخ الإمام المؤلف كتابه القيم (عجالة المعرفة) هذا الذي نقدم له.
وقد اتخذ له أسلوبا رائعا، في جانبي العبارة، والترتيب:

(13) حديث نبوي، لاحظ: سفينة البحار، للقمي 2 / 378.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست