مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٩ - الصفحة ٢٢٢
متن الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحمد لله كما هو أهله، وصلواته على محمد وآله أجمعين. [مقدمة]:
إعلم أن العبد إذا نشأ بإنشاء الله إياه، لا يخلو: إما أن ينشأ وحده على، أو مع غيره:
ووحده لا يخلو: إما أن يكون مستقلا بنفسه، أو لا يكون.
ومعلوم أن أكثر الناس - بل كلهم - يعلمون من أنفسهم احتياجهم إلى غيرهم، وذلك أول مراتب الاحتياج.
وإذا كان وحده محتاجا، يعلم أن المحتاج إليه ممن تنتهي إليه الحاجة، وهو لا يحتاج إلى غيره:
إذ لو أحتاج إلى غيره لانتهى إلى غير نهاية، وهو محال.
والذي ينشأ مع غيره يعلم أن غيره - في حقيقة الحاجة - مشاركه، فيعلم أن حال غيره كحاله في الحاجة.
فيضطر: أن المحتاج لا بد [له] من محتاج إليه.

(1) كتب في النسخة هنا: (رب وفق بحق وليك الرضا عليه الصلاة والتحية والتسليم).
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست