مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٩ - الصفحة ٩٠
العربي الإسلامي أسعد الطيب للنساخ في العالم كله - قبل ظهور المطبعة - أثر مهم في نشر الثقافات الإنسانية، وفي نقل تراث الأجيال السابقة إلى الأجيال اللاحقة.
وفي بلادنا المسلمة كان النساخ يؤدون مهمة كبيرة لأمة العلم في قرآنها من ضروريات الحياة (1).
وكان من أهل هذه الصناعة المحظوظ المسعود الذي يعيش عيش الملوك (2).
وكان منهم المحدود المحارف الذي يأتيه رزقه أقل من الكفاف.

(1) وإن كانت هذه الأمة قد تخلت عن قرآنها في عصور وعصور.
(2) يحدثنا ياقوت الحموي عن أبي عبد الله الحسن بن علي بن مقلة (278 - 338 ه‍) أخي الوزير العباس والخطاط المشهور أبي علي بن مقلة، أنه كان أكتب من أخيه في قلم الدفاتر والنسخ، وكان منقطعا إلى بني حمدان سنين كثيرة، يقومون بأمره أحسن القيام، وكان ينزل في دار قوراء حسنة وفيها فرش تشاكلها ومجلس، وله دشت للنسخ وحوض فيه أقلام ومحابر، فيقوم ويتمشى في الدار إذا ضاق صدره ثم يعود فيجلس في بعض تلك المجالس وينسخ ما يخف عليه، ثم ينهض ويطوف على جوانب البستان، ثم يجلس في مجلس آخر وينسخ أوراقا، فاجتمع في خزائنهم من خطه ما لا يحصى.
معجم الأدباء 3 / 150.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست