مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٨ - الصفحة ١٣
وهو منفرد - بين المراجع المعاصرين - بالقول بوجوب الجهاد الابتدائي إذا توفرت عناصر القوة والإعداد للمسلمين.
وهو ينكر وقوع النسخ في آيات القرآن عدا آية النجوى.
وبطولاته في مواجهة المعتدين على كرامة العتبات المقدسة:
من الأجانب الأوربيين والأمريكيين، وأذنابهم الحكام الغاصبين، تعد من أبرز أوجه عظمته وصلابته، فقد هب للدفاع عن كرامة الإسلام والمسلمين، والمحافظة على قدسية العتبات المقدسة، والحوزة العلمية، وإن كان على حساب شخصه وعلى حساب كرامته ومكانته الاجتماعية، وما عاناه في هذه السبيل من مضض، حتى قضى نحبه مليئا قلبه بالآلام، ومثقلا بالمصائب العظام.
ومن أغرب ما سمع منه في المحنة التي مرت به في آخر سني عمره الشريف، وصيته للمبتدئين بالدراسة الدينية في الحوزة بمواصلة الجد والسعي إلى نيل الاجتهاد في علوم الشريعة، معلنا أن هذا هو الواجب الأساسي لطلاب العلم.
أوصى بذلك بعض الطلبة ممن عاشوا مع السيد قدس الله سره الشريف أيام الأزمة التي حلت به.
وهذه الوصية تدل على أن السيد - رغم المصائب التي ينهار عندها الكثيرون - كان قوي التصميم على المضي قدما في سبيل بث روح القوة والأمل في النفوس متجاوزا كل العراقيل والمشاكل، وبفرض علمه الواسع وتبحره، وطول التجربة التي عاشها، كان يركز على أهم الجوانب التي تحفظ كيان الإسلام وهي مصدر كرامة الأمة وسعادتها وهو الأمر الذي يجد الأعداء في الانقضاض عليه، وتبديد آثاره: وهو الاجتهاد في علوم الشريعة.
ولقد استهدفت هذا العلم الشامخ سهام الحقد الطائفي، حتى عرضوه في أواخر أيام حياته لأنواع الظلم والاضطهاد، فقضى نحبه، وانتقل إلى الرفيق
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست