مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٨ - الصفحة ٨
بكل قطاعاتها ومرافقها وشؤونها.
كما يقتضي بطولة وصمودا في تحمل مسؤوليات الفترة والعصر، بما في ذلك مشاكله ومآسيه، فيقدم لها الحلول المناسبة، ويرسي سفينة الطائفة إلى ساحل الأمان.
وتاريخ المرجعية يمتد منذ زمان حضور الأئمة عليهم السلام، متمثلا في وكلائهم الخاصين، وبعد غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف متمثلا في وكلائه ونوابه العامين، وهم القائمون على أمور الطائفة وشؤونها العلمية، من فقهية وعقيدية، ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك رعاية المؤسسات الخيرية والمبرات، ودعم الأعمال والحركات الإصلاحية، وإيجاد الأمة في ضروراتها الطارئة.
وأهم ما تقوم به المرجعية هو دعم النشاط الديني بتربية الكوادر وتوجيهها وتنظيم بعثاتها ودعمها، وإسناد مشاريعها، كل ذلك إقامة لشعائر الدين الحنيف وإرساءا لقواعده القويمة.
وقد كان المراجع العظام - على طول خط تاريخ المرجعية - الملاجئ الآمنة للأمة في مواجهة الحملات الشرسة من قبل أعداء العقيدة والإيمان، وأعداء الشعوب والأوطان، إن بشكلها الطائفي والقبلي القديم، أو بشكلها الاستعماري الحديث.
فهم حماة الشريعة والملة، ورعاة الأمة، في أحوال السلم بعلومهم وأقلامهم، وفي أحوال الحرب والجهاد بأسلحة القوة والإعداد، وهم السدود المنيعة ضد تسرب سموم الشبهات، وحملات الغواة، بفتاواهم الرشيدة، وآرائهم الحميدة، وخطواتهم السديدة، وجهادهم المرير، وجهدهم الشاق العسير.
والإمام الخوئي، الذي افتقدناه، هو واحد من أعمدة المرجعية العليا في التاريخ المعاصر، والذي ازدانت به بلياقة فائقة، حيث تسنمها وهو في أعلى
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست