مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٨ - الصفحة ١٢
المجلس، ولطافة الحديث، وحلاوة النكتة، وما كان يبديه للآخرين من العطف والرأفة والملاطفة والمؤانسة.
ومن خصوصياته: حرصه الشديد على المحافظة على الحقوق الشرعية، والمحاسبة الصارمة على مصارفها، والتدقيق في حساباتها، ورفض التهاون في أمرها، وعدم الموافقة على ما يحتمل التفريط في شئ منها، مهما قل أو صغر، وممن كان من صديق أو قريب!
ومن نوادر أخلاقه: أنه رضوان الله عليه كان يكرر كلمة " لا أدرى " إذا سئل عما لم يستحضر كل جوانبه وشؤونه، وإن كان عارفا بأكثر ما يرتبط به، ويقول: ما دمت لا أعرف الموضوع من كل جهة، فأنا " لا أدري " وما أرى نفسي أهلا للحديث عنه!
ومن أمثلة خلقه الكريم: أنه كان صبورا على المكاره - وخاصة ما كان يصدر من مناوئيه من الأذى - في سبيل الله، ولم يعهد أنه قابل المفترين عليه بكلمة تسوؤهم، أو تخدش في مواقعهم الاجتماعية، ويراعي في ذلك حفظ المصلحة العامة، متحملا على مضض الدعايات المغرضة، وملجئا جزاءها إلى " يوم يوعدون ".
هذا، مع ما كان عليه من موقع اجتماعي يمكنه من الدفاع عن نفسه، وزعزعة ما يستند إليه أولئك من عرش وفرش ونقش.
وقد كان صلبا في مواقفه، عندما يتحقق من أمر، لا يتهاون في الإقدام عليه، ولا يهاب أحدا في إبداء رأيه الذي توصل إليه من خلال الأدلة المعتمدة، سواء في المجالات العلمية، أو الحياة العملية، ولا يستوحش من رأي أو فتوى أوصلته إليه أدلته، مهما كان مخالفا للمشهور.
وقد كان هو أول من أعلن عن كفر الشاه المقبور في (تصريحاته الخطيرة) التي أعلنها في بداية حركة الشعب الإيراني المسلم ضد نظام الملكية البائد.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست