مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٨ - الصفحة ٢٤
لكن الزهري يريد إنكار هذه المنقبة أو إخفاءها.
هذا، وقد بلغ عداء الزهري لأهل البيت عليهم السلام حدا جعله يروي حتى عن عمر بن سعد بن أبي وقاص!..... قال الذهبي:
" عمر بن سعد بن أبي وقاص. عن أبيه. وعنه: إبراهيم وأبو إسحاق، وأرسل عنه الزهري وقتادة.
قال ابن معين: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟ إ " (14).
لكن الرجل كان من أعوان بني أمية وعمالهم ومشيدي سلطانهم، حتى جاء في ترجمته من " رجال المشكاة " للمحدث الشيخ عبد الحق الدهلوي، ما نصه:
" إنه قد ابتلي بصحبة الأمراء بقلة الديانة، وكان أقرانه من العلماء والزهاد يأخذون عليه وينكرون ذلك منه، وكان يقول: أنا شريك في خيرهم دون شرهم!
فيقولون: ألا ترى ما هم فيه وتسكت؟! ".
قال ابن خلكان: " ولم يزل الزهري مع عبد الملك، ثم مع هشام بن عبد الملك، وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه " (15).
ومن هنا قدح فيه ابن معين، فقد:
" حكى الحاكم عن ابن معين أنه قال: أجود الأسانيد: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري.
فقال: تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري؟!
الزهري يرى العرض والإجازة ويعمل لبني أمية. والأعمش فقير صبور، مجانب للسلطان، ورع عالم بالقرآن " (16).
وبهذه المناسبة كتب إليه الإمام زين العابدين عليه السلام كتابا يعظه فيه

(14) الكاشف - ترجمة عمر بن سعد.
(15) وفيات الأعيان 3 / 317 ترجمة الزهري.
(16) تهذيب التهذيب - ترجمة الأعمش 4 / 195.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست