مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ٣٣
لا إله إلا الله، لا تكفروهم بذنب، من كفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب (1).
وذكر ابن المرتضى الاحتجاج لذلك بعدم تكفير أمير المؤمنين عليه السلام الخوارج، قال: " ويعضد ذلك عمل الصحابة، فعن جابر: أنه قيل له: هل كنتم تدعون أحدا من أهل القبلة مشركا؟ قال: معاذ الله!.. ففزع لذلك.
قيل: هل كنتم تدعون أحدا منهم كافرا؟ قال: لا.
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح، والحديث إذا اشتهر العمل به في الصحابة دل على قوته " (2).
وفي " مجمع الزوائد " لأبي يعلى - بعد ذكره حديث جابر - ذكر حديث أنس، قال: حدثنا أبو خيثمة، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة، ثنا يزيد الرقاشي، عن أنس ابن مالك، قال: قلت يا أبا حمزة، إن ناسا يشهدون علينا بالكفر والشرك، قال أنس:
أولئك من شر الخلق والخليقة " (3).
مع أن توحيد الألوهية منطو على توحيد العبادة أو توحيد المعبود، فالمتكلمون، لم ينكروا التوحيد العملي، وكيف ينسب إليهم نكرانه، وهم يعرفون عين المعرفة أن من ضروريات الدين أن تكون العبادة لله وحده.
ولأنه كذلك لم يحتج المتكلمون إلى النص على فكرة توحيد المعبود بخصوصها، لأنه - كما قلت - من بديهيات العقيدة الإسلامية عدم جواز العبادة لغير الله تعالى.
فالبناء على القبور - مثلا - لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال عبادة لصاحب القبر.
ولا أدري كيف يجرؤ أحد أن يقول هذا وهو يشاهد البناء القائم على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر والضريح المذهب أمام جهة الوجه الشريف للرسول صلى الله عليه وآله وسلم المعروف بالمواجهة؟!

(1) إيثار الحق على الخلق: 434 - 435.
(2) المصدر نفسه.
(3) المقصد العلي: 141.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست