مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ٢٩
وذكر لتوحيد العبادة ثلاثة مجالات هي:
1 - إفراد الله تعالى بالحكم.
2 - إفراد الله تعالى بالولاية.
3 - إفراد الله تعالى بالنسك.
وبهذا ذهب ابن تيمية إلى أن التوحيد القولي الذي بحثه المتكلمون لا يتم به الواجب ولا يكون به المسلم مسلما، بل لا بد من التوحيد العملي مضافا إلى التوحيد القولي.
قال: " إن التوحيد الذي قرره المتكلمون ليس هو كل التوحيد، ولا يتم به الواجب، ولا يكون به المسلم مسلما، بل لا بد مع التوحيد القولي العلمي، المعرفي من التوحيد الإرادي القصدي الطلبي العملي، وهو توحيد العبادة، فهما متلازمان لا يقبل أحدهما بدون الآخر.
وإذا كان توحيد الخبر والاعتقاد - القولي - الذي تعبر عنه سورة: " قل هو الله أحد " يتضمن، توحيد الذات والصفات والأفعال، وذلك يشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. وبالجملة: (تصديق خبر الرسول جملة وعلى الغيب)، مع وصف الرب سبحانه وتعالى بالكمالات وتنزيهه عن النقائص التي ألحقها به المشركون من الصاحبة والولد واتخاذ الملائكة إناثا، وما جعلوا بينه وبين الجنة من نسب إلى غير ذلك، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
فلا بد من معرفة أركان النوع الثاني من التوحيد: وهو التوحيد العملي، توحيد العبادة " (1).
ويلاحظ على هذه الفكرة:
1 - أن السلفيين عبروا عن التوحيد القولي بالتوحيد الربوبي، وقالوا: إنه

(١) حد الإسلام وحقيقة الإيمان: ١٣٨ نقلا عن الرسالة التدمرية.
(٢٩)
مفاتيح البحث: ابن تيمية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست