مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٥ - الصفحة ١٦٢
وأفصح: إذا انطلق لسانه وخلصت لغته من اللكنة، وجادت، فلم يلحن، وأفصح به: أي صرح به.
يوصف بها المفرد والكلام والمتكلم، يقال: كلمة فصيحة، وكلام فصيح، وكاتب فصيح; في النثر، وقصيدة فصيحة، وشاعر فصيح; في النظم.
والبلاغة: تنبئ عن الوصول والانتهاء، يوصف بها الكلام والمتكلم، دون المفرد، يقال: كلام بليغ، ومتكلم بليغ، ولم يسمع: كلمة بليغة.
ولما كانت الفصاحة في الاصطلاح عبارة عن كون اللفظ جاريا على القوانين المستنبطة من استقراء كلامهم، كثير الاستعمال على ألسنة العرب الموثوق بعربيتهم، والبلاغة عبارة عن كون الكلام على وفق مقتضى الحال، وكان كل منهما صفة للكلام والمتكلم بمعنى، والفصاحة صفة للمفرد بمعنى، مع اشتراك المفرد والكلام والمتكلم في معنى مطلق الفصاحة، والكلام والمتكلم في معنى مطلق البلاغة، أفرد (12) لكل منها تعريفا يدل على امتيازه عن الآخر.
فقوله: " فصاحة المفرد - إلى قوله: وكونه مخالف القياس " بيان لمعنى فصاحة المفرد.
يعني: فصاحة المفرد عبارة عن سلامته من نفرة فيه - أي: من تنافر الحروف - ومن الغرابة، ومن كونه مخالف القياس اللغوي المستنبط من استقراء اللغة، حتى لو وجد في الكلمة شئ من هذه الثلاثة لا تكون فصيحة.
والتنافر: وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان، وعسر النطق بها، مثل ما في " الهعخع " بالخاء المعجمة، في قول أعرابي سئل عن ناقته؟: (تركتها ترعى

(12) جواب لما وما عطف عليها في قوله: " لما كانت الفصاحة في الاصطلاح عبارة... " إلى آخره.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست