مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ٧٦
(ضعيف) و (مدلس) و (ناصبي) و (عثماني) و (خارجي)... وكونها في الصحاح لا يجدي، وتلقي الكل إياها بالقبول لا ينفع....
ثم نظرنا في متونها ومداليلها بغض النظر عن أسانيدها، فوجدناها متناقضة متضاربة يكذب بعضها بعضها.... بحيث لا يمكن الجمع بينها بوجه... بعد أن كانت القضية واحدة، كما نص عليه الشافعي ومن قال بقوله من أعلام الفقه والحديث..
ثم رأينا أن الأدلة والشواهد الخارجية القويمة تؤكد عل استحالة أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي أمر أبا بكر بالصلاة في مقامه.
وخلاصة الأمر الواقع: أن النبي لما مرض كان أبو بكر غائبا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان مع أسامة بن زيد في جيشه، وكان النبي يصلي بالمسلمين بنفسه، حتى إذا كانت الصلاة الأخيرة حيث غلبه الضعف واشتد به المرض طلب عليا فلم يدع له، فأمر بأن يصلي بالناس أحدهم، فلما التفت بأن المصلي بهم أبو بكر خرج معتمدا على أمير المؤمنين ورجل آخر - وهو في آخر رمق من حياته - لأن يصرفه عن المحراب ويصلي بالمسلمين بنفسه - لا أن يقتدي بأبي بكر! - ويعلن بأن صلاته لم تكن بأمر منه، بل من غيره!!.
ثم رأينا أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يرى أن الأمر كان من عائشة و (علي مع الحق والحق مع علي) (191).
وصلى الله على رسوله الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين والأئمة المعصومين، والحمد لله رب العالمين.

(١٩١) كما في الأحاديث الكثيرة المتفق عليها بين المسلمين. أنظر من مصادر أهل السنة المعتبرة: صحيح الترمذي ٣ / ١٦٦، المستدرك ٣ / ١٢٤، جامع الأصول ٩ / ٤٢٠، مجمع الزوائد ٧ / 233 وغيرها.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست