مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ٥٧
بلالا فليصل بالناس) (149).
وقد كان من قبل قد استخلف ابن أم مكتوم - وهو مؤذنه - في الصلاة بالناس كما عرفت.
5 - قوله: إنكن لصويحبات يوسف:
وجاء في الأحاديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة وحفصة:
(إنكن لصويحبات يوسف!) وهو يدل على أنه قد وقع من المرأتين - مع الالحاح الشديد والحرص الأكيد - ما لا يرضاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم... فما كان ذلك؟
ومتى كان؟
إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما عجز عن الحضور للصلاة بنفسه، وطلب عليا فلم يدع له - بل وجد الالحاح والاصرار من المرأتين على استدعاء أبي بكر وعمر - ثم أمر من يصلي بالناس - والمفروض كون المشايخ في جيش أسامة - أغمي عليه - كما في الحديث - وما أفاق إلا والناس في المسجد وأبو بكر يصلي بهم...
فعلم أن المرأتين قامتا بما كانتا ملحتين عليه... فقال: (إنكن لصويحبات يوسف) ثم بادر إلى الخروج معجلا معتمدا على رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض... كما سيأتي.
فمن تشبيه حالهن بحال صويحبات يوسف يعلم ما كان في ضميرهن، ويستفاد عدم رضاه صلى الله عليه وآله وسلم يفعلهن مضافا إلى خروجه...
فلو كان هو الذي أمر أبا بكر بالصلاة لما رجع باللوم عليهن، ولا بادر إلى الخروج وهو على تلك الحال...
ولكن شراح الحديث - الذين لا يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة - اضطربوا

(١٤٩) بغية الطلب في تاريخ حلب. مخطوط. الورقة ١٩٤، لكمال الدين ابن العديم الحنفي، المتوفى سنة ٦٦٠ ه‍.
ترجم له الذهبي واليافعي وابن العماد في تواريخهم وأثنوا عليه. وقال ابن شاكر الكتبي: (كان محدثا فاضلا حافظا مؤرخا صادقا فقيها مفتيا منشئا بليغا كاتبا محمودا) فوات الوفيات 2 / 220.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست