مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ٥٦
فما دعي علي ولكن القوم حضروا أو أحضروا!! (فاجتمعوا عنده جميعا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انصرفوا. فإن تك لي حاجة أبعث إليكم، فانصرفوا) (147).
إنه كان يريد عليا عليه السلام ولا يريد أحدا من القوم، وكيف يريدهم وقد أمرهم بالخروج مع أسامة، ولم يعدل عن أمره؟!
4 - أمره بأن يصلي بالمسلمين أحدهم:
فإذ لم يحضر علي، ولم يتمكن من الحضور للصلاة بنفسه، والمفروض خروج المشايخ وغيرهم إلى جيش أسامة، أمر بأن يصلي بالناس أحدهم... وذاك ما أخرجه أبو داود عن ابن زمعة فقال:
(لما استعز برسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال إلى الصلاة. فقال: مروا من يصلي بالناس).
وفي حديث أخرجه ابن سعد عنه قال: (عدت رسول الله في مرضه الذي توفي فيه، فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله: مر الناس فليصلوا.
قال عبد الله: فخرجت فلقيت ناسا لا أكلمهم، فلما لقيت عمر بن الخطاب لم أبغ من وراءه، وكان أبو بكر غائبا، فقلت له: صل بالناس يا عمر. فقام عمر في المقام... فقال عمر: ما كنت أظن حين أمرتني إلا أن رسولي الله أمرك بذلك، ولولا ذلك ما صليت بالناس.
فقال عبد الله: لما لم أر أبا بكر رأيتك أحق من غيره بالصلاة) (148).
وفي خبر عن سالم بن عبيد الأشجعي قال: (إن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لما اشتد مرضه أغمي عليه، فكان كلما أفاق قال: مروا بلالا فليؤذن، ومروا

(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست