مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٤ - الصفحة ٥٩
في قوله ذلك لم يكن قولها: (إنه رجل أسيف).
وقال النووي بشرح الكلمة:
(أي: في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن في طلب ما تردنه وتملن إليه، وفي مراجعة عائشة: جواز مراجعة ولي الأمر على سبيل العرض والمشاورة والإشارة بما يظهر أنه مصلحة وتكون تلك المراجعة بعبارة لطيفة، ومثل هذه المراجعة مراجعة عمر في قوله: لا تبشرهم فيتكلوا. وأشباهه كثيرة مشهورة) (152).
قلت: وهذا أسخف من سابقه، وجوابه يظهر مما ذكرنا حوله، ومن الغريب استشهاده لعمل عائشة بعمل عمر ومعارضته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسلم في مواقف كثيرة!!
ومما يؤكد ما ذكرنا من عدم تمامية ما تكلفوا به في بيان وجه المناسبة، أن بعضهم - كابن العربي المالكي - التجأ إلى تحريف الحديث حتى تتم المناسبة، فإنه على أساس تحريفه تتم بكل وضوح، لكن الكلام في التحريف الذي ارتكبه... وسنذكر نص عبارته فانتظر.
6 - تقديم أبي بكر عمر:
ثم إنه قد جاء في بعض تلك الأحاديث المذكورة تقديم أبي بكر لعمر - بل ذكر ابن حجر أن إلحاح عائشة كان بطلب من أبيها أبي بكر (153) -... وقد وقع القول من أبي بكر - قوله لعمر: صل بالناس - موقع الإشكال كذلك، لأنه لو كان الآمر بصلاة أبي بكر هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يقول أبو بكر لعمر: صل بالناس؟! فذكروا فيه وجوها:
أحدها: ما تأوله بعضهم على أنه قاله تواضعا.

(١٥٢) المنهاج بشرح صحيح مسلم، هامش القسطلاني ٣ / ٦٠.
(١٥٣) فتح الباري ١ / 123.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست