وما زال سلطان الهوى متسلطا على الخلق لا يدفع بعز ومنعة فلو أن ذا القرنين وهو مدوخ (27) ال ملوك رماه بالجنود لذلت هو الظالم العاتي الذي ما لحكمه مرد بعزم واحتيال وقوة وإني لجسم وهي روح ومهجة وكيف بقاء الجسم من دون مهجة خليلي من واسى الخليل تفضلا إذا اضطر في البلوى ولا كبليتي ولو أن دمع المزن كاثر مدمعي لأخجله دمعي الغزير بكثرة وهب أن ودق (28) الغيث ساوى مدامعي فمن أين يحكي ماؤه دم عبرتي صحبت بني دهري إلى أن خبرتهم وأفنيت في استعلامهم شطر مدتي فأعرضت عنهم جانبا وهجرتهم ولم أحتفل منهم بود وخلة كأن بني الدهر الهوى في صفاته فباطن آلام بظاهر لذة
(٣٧٧)