مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٣٥٤
(مروان / خ. ل).
أقول: لم أجد مسمى لعمار بن هارون في ما بأيدينا من كتب الرجال والحديث، فلا يبعد كون (هارون) تصحيف (مروان) وتصحيف الكلمتين غير غريب خصوصا مع ما تعارف من إسقاط الألف من (هارون) فيكون شبيها ب‍ (مروان) فيصحف أحدهما بالآخر.
ثم إن الظاهر سقوط الواسطة بين عمار بن مروان وأبي جعفر عليه السلام في هذا السند أيضا.
وكيف كان، فالراوي عن عمرو بن ميمون في الموارد المتقدمة هو الحسين بن سعيد، والحسين بن سعيد مذكور في أصحاب الرضا عليه السلام ولم يعدوه في أصحاب الكاظم عليه السلام، ومشايخ الحسين بن سعيد هم من الرجال الذين بقوا إلى أوائل القرن الثالث أيضا كحماد بن عيسى (م 209) وصفوان بن يحيى (م 210) وابن أبي عمير (م 217) والبزنطي (م 221).
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن عمرو بن أبي المقدام ثابت، معدود من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام (4)، بل قد يعد من أصحاب السجاد عليه السلام أيضا (5)، وهو رجل معروف مترجم له في كتب العامة، وقد أرخوا وفاته بسنة 172 أو 170 (6)، فوفاة عمرو بن أبي المقدام كانت قبل استشهاد الكاظم عليه السلام بأكثر من عشر سنين، وقبل سجنه.
فيستبعد - من جهة الطبقة - اتحاد عمرو بن ميمون الذي يروي عنه الحسين ابن سعيد، وعمرو بن ثابت أبي المقدام، ولو أدرك الحسين بن سعيد عمرو بن أبي المقدام لكان راويا عن الكاظم عليه السلام بطبيعة الحال، وكان من أصحابه، وقد كان هو من موالي علي بن الحسين عليه السلام، فليس من الرجال البعيدين عن أهل

(٤) رجال الشيخ: ١٣٠ / رقم ٤٣ وص ٢٤٧ رقم ٣٨٠، رجال البرقي: ١١ و ١٦ (٥) رجال النجاشي: الرقم ٧٧٧.
(٦) تهذيب التهذيب ٨ / 10، المجروحون - لابن حبان - 2 / 76.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست