مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٢٠٠
مصابيح القلوب (9) قال ما معربه: " بينما القاضي عبد الجبار ذات يوم في مجلسه في بغداد، ومجلسه مملوء من علماء الفريقين، إذ حضر الشيخ وجلس في صف النعال، ثم قال للقاضي: إن لي سؤالا، فإن أجزت بحضور هؤلاء الأئمة؟
فقال له القاضي: سل.
فقال ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة هن الشيعة: (من كنت مولاه فعلي مولاه) أهو مسلم صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير؟
فقال: نعم خبر صحيح.
فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟
فقال: هو بمعنى أولى.
قال الشيخ: فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسنة؟
فقال القاضي: إيها الأخ هذا الخبر رواية، وخلافة أبي بكر دراية، والعاقل لا يعادل الرواية بالدراية.
فقال الشيخ: فما تقول في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:
(حربك حربي وسلمك سلمي)؟
قال القاضي: الحديث صحيح.
قال: فما تقول في أصحاب الجمل؟
فقال القاضي: إيها الأخ إنهم تابوا!
فقال الشيخ: أيها القاضي، الحرب دراية، والتوبة رواية، وأنت قد قررت في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية.
فنكس رأسه ساعة، ثم رفع رأسه وقال: من أنت؟
فقال له الشيخ: خادمك محمد بن محمد بن النعمان الحارثي.

(9) كتاب " مصابيح القلوب " فارسي " تأليف أبي سعيد الحسن بن الحسين الشيعي السبزواري، من أعلام القرن الثامن، له عدة مؤلفات، منها: " راحة الأرواح " الذي فرغ من تأليفه سنة 753 ه‍، ومصابيح القلوب لم يطبع بعد، ومنه عدة مخطوطات في مكتبات إيران.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست