مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٢٠٣
العهد العباسي، حتى أدى إلى إبعاده منها أكثر من مرة! (10) وإليك نصوص بعضهم في ذلك بدء من الخطيب البغدادي فقد ترجم لشيخنا الأجل المفيد في تاريخ بغداد 3 / 231 وقال: " محمد بن محمد بن النعمان أبو عبد الله المعروف بابن المتعلم، شيخ الرافضة والمتعلم على مذاهبهم، صنف كتبا كثيرة في ضلالاتهم! والذب عن اعتقاداتهم ومقالاتهم... وكان أحد أئمة الضلال! هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه... " (11).
وترجم له ابن الجوزي في المنتظم 8 / 11 فقال: " أبو عبد الله، المعروف بابن المعلم، شيخ الإمامية وعالمها، صنف على مذهبهم، ومن أصحابه المرتضى، وكان لابن المعلم مجلس نظر بداره بدرب رياح يحضره كافة العلماء، وكانت له منزلة عند أمراء الأطراف يميلهم إلى مذهبه... ".
وترجم له ابن الفوطي في " تلخيص مجمع الآداب " في المجلد الخامس، في حرف الميم، ص 721، رقم 1597 بلقبه المفيد فقال: " أبو بكر محمد بن محمد بن النعمان الحارثي، الفقيه الأصولي.
روى عن والده! وله تصانيف منها: كتاب نهج البيان في حقيقة الإيمان... كتاب

(٠ ١) أبعد من بغداد مرة في عام ٣ ٣٩، وأخرى في سنة ٩ ٠ ٤، راجع الكامل - لابن الأثير - ٩ / ١٧٨ و ٧ ٠ ٣.
ومن أكبر الأدلة على دور الشيخ المفيد في مكافحة الباطل وقمع الضلال وهداية الخلق الكثير إلى الحق والصواب، ومدى تأثيره، وامتعاظ مخالفيه من وجوده في الحياة ما حكاه الخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٢ في ترجمة أبي القاسم الخفاف، المعروف بابن النقيب - المتوفى سبة ٤١٥ ه‍ - قال عنه: " وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة! وقال: ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم! ".
(١١) قال ابن الجوزي في المنتظم ٨ / ١٥٥: " كان في الخطيب شيئان: قلة الفقه والتعصب!... ".
وقال أيضا فيه ص ٢٦٧ في ترجمة الخطيب نفسه: " وكان أبو بكر الخطيب قديما على مذهب أحمد بن حنبل، فمال عليه أصحابنا لما رأوا من ميله إلى المبتدعة وآذوه، فانتقل إلى مذهب الشافعي! وتعصب في تصانيفه عليهم فرمز إلى ذمهم ومرح بقدر ما أمكنه، فقال في ترجمة أحمد بن حنبل: سيد المحدثين، وفي ترجمة الشافعي: تاج الفقهاء! فلم يذكر أحمد بالفقه، وحكى في ترجمة حسين الكرابيسي أنه قال عن أحمد [بن حنبل]: أيش نعمل بهذا الصبي؟! إن قلنا: لفظنا بالقرآن مخلوق، قال: بدعة! وإن قلنا: غير مخلوق، قال: بدعة،... هذا ينبئ عن عصبية وقلة دين! ".
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست