مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٧
الفصل الأول واقعة الغدير الحديث المروي عن أئمة الهدى في إيضاح واقعة الغدير رسم بشكل واضح ارتباط هذه الواقعة بخط الإسلام وبنائه، ولعل التطلع الأحاديث المتناثرة في كتب الطائفة تظهر وبشكل لا يقبل الشك ذلك المذهب، فقد روي عن أبي جعفر عليه السلام في صحيحة الفضيل [ابن يسار] أنه قال: " بني الإسلام على خمس:
الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم يناد بشئ مثل ما نودي بالولاية يوم الغدير " (1) وأضاف عليه السلام في نقل آخر لهذا الحديث: " فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية - " (2).
بل وقد روي وبإسناد صحيح عن عمر بن أذينة، عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا، عن أبي جعفر عليه السلام قال: " أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي عليه السلام، وأنزل عليه إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون [لمائدة / 55] وفرض ولاية أولي الأمر، فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن يفسر لمم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله تعالى ضاق بذلك صدره وراجع ربه، فأوحى الله عز وجل [إليه] (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [المائدة / 67] فصدع بأمر الله تعالى [ذكره] فقام بولاية علي يوم غدير خم، فنادى: الصلاة جامعة، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب ".
قال عمر بن أذينة: قالوا جميعا - غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر عليه السلام. وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى، وكانت الولاية آخر الفرائض،

(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست