مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١١٩
(الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم) قال أحد متأخريهم.
ما الدليل على أن تكون هذه الإمامة بمعنى الحكومة والرئاسة؟ فليكن إماما في الباطن، ويكون أبو بكر ومن بعده الأئمة في الظاهر!
قال هذا... وكأنه قد فوض إليه أمر تقسيم الإمامة، فلهذا الإمامة الباطنية كما يقول الصوفية، ولأولئك الإمامة الظاهرية!!
وكأنه جهل مجئ (المولى) بمعنى (الرئيس) و (المليك) و (المتصرف في الأمر) ونحو ذلك مما هو ظاهر في الحكومة والرئاسة... (48) بين " الغدير " و " الحوض " وبعد... فلقد كان يوم الغدير وحديثه... آخر مراحل الابلاغ والإعلام... وهو في هذه المرة لم يكن...
ولم يشبه... بل ينص ويصرح...
لقد كان ما قاله صلى الله عليه وآله وسلم وافيا بالغرض، وإلا لما نزلت بعده آية إكمال الدين، بعد ما نزلت قبله آية التبليغ وأنه إن لم تفعل فما بلغت رسالته.
وحينئذ تصل النوبة إلى التهديد والتحذير من مغبة المخالفة والتبديل.
وما عساه يفعل...
فقد أدى ما عليه، لكنه في أخريات أيامه... وسوف لن يرى هذه الجموع بعد اليوم... وهو يعلم بما سيكون في أمته...
وما عساه يفعل...
لقد ذكرهم بالموقف التالي... والموطن الذي سيجتمع بهم... حيث يردون عليه...
لقد ربط بين " الغدير " و " الحوض " في خطبته... إذ قال لهم قبل أن يأخذ بيد علي فيقول فيه ما قال:

(48) خلاصة عبقات الأنوار 8 / 98 - 113.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست