مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٠٨
إذ قال في خطبته: " يوشك أن أدعى فأجيب "... ولا يخفى ما لقوله في هذا الظرف من الأثر البالغ في إتمام الحجة وقطع العذر.
ومن ذلك: كونه في حشد عظيم منقطع النظير، وذلك لأن النبي صل الله عليه وآله وسلم كان قد أذن بهذه الحجة قبلها بمدة... فمن الناس من قدم المدينة ليأتم به في حجته، ومنهم من حضر الموسم للحج معه... فكانت جموع لا يعلم عددها إلا الله تعالى...
فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا، ووصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والبصريين والعراقيين... وقف حتى لحقه من تأخر، وأمر برد من تقدم... فقام خطيبا... وأسمع جميع القوم بما قال.
ومن ذلك: نزول قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (13) قبل الخطبة (14) ونزول قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (15) بعدها (16).
ومن ذلك: تهنئة القوم أمير المؤمنين عليه السلام... وممن هنأه - في مقدمتهم - أبو بكر وعمر، كل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " (17).
ومن ذلك: شعر حسان بن ثابت، وقد استأذن النبي قائلا:

(13) الآية 67 من سوره المائدة.
(14) روى نزولها في الغدير: الطبري، ابن أبي حاتم، ابن مردويه، الثعلبي، أبو نعيم، الواحدي، أبو سعيد السجستاني، الحسكاني، ابن عساكر، الفخر الرازي، النيسابوري، العيني، السيوطي... وغيرهم... أنظر:
خلاصة عبقات الأنوار 8 / 205 - 271.
(15) الآية 3 من سوره المائدة.
(16) روى نزولها في الغدير: الطبري، ابن مردويه، أبو نعيم، الخطيب، ابن المغازلي، الخوارزمي، الحمويني، ابن عساكر، ابن كثير، السيوطي... وغيرهم. أنظر: خلاصة عبقات الأنوار 8 / 275.
(17) روى ذلك: أبو بكر بن أبي شيبة، أحمد، أبو سعد الخركوشي، الثعلبي، أبو سعد السمعاني، الخطيب التبريزي، ابن كثير، المقريزي، المحب الطبري... أنظر: خلاصة عبقات الأنوار 9 / 150.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست