مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١١٢
ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهل هذا شئ منك أم من لله؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والله الذي لا إله إلا هو، إن هذا من الله.
فولى الرجل - يريد راحلته - وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.
فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله.
فأنزل الله تعالى - وهي الأخرى من الآيات النازلة في قضية الغدير -:
(سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج) (28).
ومنها: حديث الغدير بلفظ: " من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه " (29).
ومنها: أنه قيل لعمر بن الخطاب: إنك تصنع بعلي شيئا ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله!!؟
فقال: " إنه مولاي " (30).
ومنها: قول ابن حجر المكي في مقام الجواب عن الاستدلال بحديث الغدير:
" سلمنا أنه أولى، لكن لا نسلم أن المراد أنه أولى بالإمامة، بل بالاتباع والقرب منه، فهو كقوله تعالى: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ولا قاطع، بل ولا ظاهر على نفي هذا الاحتمال، بل هو الواقع، إذ هو الذي فهمه أبو بكر وعمر، وناهيك بهما من الحديث، فإنهما لما سمعاه قالا له: أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه الدارقطني.

(28) روى نزولها في هذه القضية: أبو عبيد الهروي، أبو بكر النقاش، الثعلبي، القرطبي، سبط ابن الجوزي، الحمو يني، الزرندي، السمهودي، أبو السعود، الشربيني، الحلبي، المناوي،... وغيرهم، أنظر: خلاصة عبقات الأنوار 8 / 340 - 400.
(9 2) أنظر: خلاصة عبقات الأنوار 9 / 79.
(30) أنظر: خلاصة عبقات الأنوار 9 / 141 - 144.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست