مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٠ - الصفحة ١٧٤
وقد يكون الواجد: هو الذي لا يعوزه شئ، والذي لا يحول بينه وبين مراده حائل من الوجود.
الواحد الأحد:
هما دالان على معنى الوحدانية وعدم التجزي.
قيل: والأحد والواحد بمعنى واحد، وهو: الفرد الذي لا ينبعث من شئ ولا يتحد بشئ.
وقيل: الفرق بينهما من وجوه:
أ: أن الواحد يدخل الحساب، ويجوز أن يجعل له ثانيا، لأنه لا يستوعب جنسه، بخلاف الأحد، ألا ترى أنك لو قلت: فلان لا يقاومه واحد من الناس، جاز أن يقاومه اثنان، ولو قلت: لا يقاومه أحد، لم يجز أن يقاومه أكثر، فهو أبلغ، قاله الطبرسي (112).
قلت: لأن أحدا نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة، قال تعالى: " لستن كأحد من النساء " (113) ولم يقل كواحدة لما ذكرناه.
ب: قال الأزهري (114): الفرق بينهما أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد.
ج: قال الشهيد: الواحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الذات، والأحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الصفات (115).

(١١٢) مجمع البيان ٥: ٥٦٤ باختلاف.
(١١٣) الأحزاب ٣٣: ٣٢.
(١١٤) أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة بن نوح الأزهري الهروي، أحد الأئمة في اللغة والأدب، روى من أبي الفضل محمد بن أبي جعفر المنذري عن ثعلب وغيره، له عدة مصنفات، منها:
تفسير أسماء الله عز وجل، والظاهر أن الكفعمي نقل قول الأزهري من هذا الكتاب، مات سنة (٣٧٠ ه‍).
وفيات الأعيان ٤: ٣٣٤ معجم الأدباء ١٧: ١٦٤، أعلام الزركلي ٥: ٣١١.
(١١٥) القواعد والفوائد 2: 171، وفيه: "... وقيل الفرق بينهما: أن الواحد هو المنفرد بالذات لا يشابهه أحد، والأحد المتفرد بصفاته الذاتية، بحيث لا يشاركه فيها أحد ".
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست