ومنها الحفظ والتحصين من الأعداء، " وأن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا " (7).
ومنها - وهي أجلها خصلة وأرفعها قدرا وأعظمها خطرا وجلالة - محبة الله تعالى إياه، " إن الله يحب المتقين (8).
ومنها الأكرمية عنده تعالى على من سواه، " إن أكرمكم عند الله أتقيكم " (9).
ومنها النجاة من الشدائد وكفاية المهم في دار الدنيا - وهي من أعظم أسباب التفرغ لعبادته -، " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره " (10).
إلى غير ذلك من فوائدها.
والمراد بالتقوى امتثال أو أمر الله تعالى واجتناب نواهيه، ومن ثم كانت هذه الخصلة جامعة لجميع خلال الخير. وسئل الصادق عليه السلام عن تفسيرها فقال: " أن لا يفقدك حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك " (11).
فعليك يا أخي - وفقك الله تعالى - بمراعاة هذه الوصية الجامعة والتحلي بحليتها، واغتنام عمرك القصير الذي هو متجر الدار الآخرة، وسبب السعادة الأدبية والكرامة السرمدية، وما أعظم هذا الربح وأقل رأس المال وأعظم الحسرة والندامة على تقدير التقصير في المعاملة والاكتساب في وقته إذا عاين المقصر درجات السابقين ومنازل الواصلين وثمرة أعمال المجتهدين وقد فات الوقت ولم يمكن الاستدراك.