مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٨٧
اختلاف معنييهما ومما يدل على أنه كان هناك فرق بين مفهومي التنقيط وبين العربية والنحو في أذهان الرواة والمؤرخين، وأين حجر ينقل رواية تؤكد مثل هذا الفصل بين مفهومي التنقيط والنحو، فقد نقل: " إن زيادا أمر أبا الأسود أن ينقط المصاحف فنقطها، ورسم من النحو رسوما " (115) وهناك روايات وآراء أخرى تؤكد وتصرح بهذا المعنى، ويقول أبو العباس المبرد: " أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود الدؤلي " (116).
بالإضافة إلى أن المفهوم من كلمة النحو أو العربية غير المفهوم من كلمة التنقيط كما هو ظاهر، فكيف يكون المعنى في كليهما واحدا؟!
ويذكر السيد محسن الأمين: " وإعراب القرآن لا دخل له بوضع علم النحو، الذي كان في زمن أمير المؤمنين - عليه السلام - وبأمره لا بأمر زياد، ويجوز أن يكون أبو الأسود أظهر كتابه يومئذ، وكان ألفه قبل ذلك، أو رتب يومئذ ما كان تلقنه من أمير المؤمنين - عليه السلام - وأضافه هو إليه فجعله كتابا " (117).
وأخيرا.. فالملاحظ أن هناك علاقة وثيقة بين النحو وإعراب القرآن، فالمتمكن من إعراب القرآن الكريم والذي يقوم بمهمة تحريك المصحف الشريف يدل على أن له علما ومعرفة بالنحو وتركيزا في التفكير، ولكن على كل حال فإن العمل بوضع النحو غير العمل بتحريك القرآن وتنقيطه كما يؤكد ذلك المؤرخون.
الخلاصة:
من خلال ما ذكرناه نستطيع التوصل للنتيجة التالية: إن الإمام - عليه السلام - شعر بضرورة وضع القواعد التي تحفظ اللسان من الخطأ، وخاصة في قراءة القرآن الكريم بعد أن وجد اللحن شائعا على الألسنة، وبما أنه خليفة

(١١٥) الإصابة - لابن حجر - ٢ / ٢٤١.
(١١٦) الأغاني.
(١١٧) أعيان الشيعة ١ / 162.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست