مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٨٩
ولكن هذا الاحتمال لا يؤخر بداية النحو عن تلك الفترة من عصر الإمام - عليه السلام - إذ أن السريانيين دخلوا الإسلام في خلافة عمر، وهم كانوا مقيمين داخل المجتمع الإسلامي، فيحتمل - ما دام الأمر يقوم على الاحتمال والفروض دون الاعتماد على الروايات التي لا تشير إلى هذه الفكرة - أن اطلع الإمام - مع الغض عن فكرة علم الإمام المعصوم - أو اطلع أبو الأسود على ثقافة السريان وعلى نحوهم فاكتسب منهم بعض قواعدهم وآرائهم النحوية، ولا يمنع مثل هذا الاتصال والاكتساب أي مانع.
لكن هذا الاحتمال الأخير إنما يعتمد على الفرض والاحتمال دون أن يكون له أي سند روائي، وكذلك يعتمد على القول بأن النحو العربي مكتسب وليس أصيلا، وهذا الفكرة الأخيرة ينفيها كثير من المحدثين من العرب والمستشرقين، بالإضافة إلى أن التاريخ لا يشير أبدا إلى فرضية الاكتساب مع اختلاف طبيعة النحو السرياني عن النحو العربي، كما ذكره البعض.
وعلى أي احتمال، فإن بداية وضع النحو العربي لا تخرج من تلك الفترة - فترة عصر الإمام (عليه السلام) - سواء قلنا بأصالة النحو العربي في بداياته كما هو الرأي الحق، ورأي إجماع القدماء وبعض المعاصرين، أو قلنا بأنه مكتسب من النحو السرياني كما هو رأي البعض الآخر من المعاصرين.
والحمد لله رب العالمين.
هاشم الهاشمي
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست