مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٤٢
يذهب إلى أن النحو قد وضعه عبد الرحمن بن هرمز (33) تلميذ أبي الأسود، أو ابن عاصم (34) وهو تلميذه أيضا، وهناك من يذهب إلى أن واضع النحو غيرهما.
2 - إن النحو قد وضع قبل أبي الأسود، وينفرد بهذا الرأي ابن فارس - كما هو رأيه في نشأة العروض - فيقول: " إن هذين العلمين قد كانا قديما وأتت عليهما الأيام وقلا في أيدي الناس ثم جدده هذان العلمان " (35)، ويقصد منهما أبو الأسود والخليل.
ولكن هذين الرأيين يفقدان عناصر الصحة والسلامة:
فالرأي الأول لم يلتزم به إلا بعض قليل من المؤرخين، وبعض هؤلاء الذين التزموا بهذا الرأي اعتبروا الرأي الصحيح والرئيس هو وضع أبي الأسود للنحو، ونسبوا رأيهم هذا إلى كلمة (قيل) كدليل على ضعفه وقلة شأنه.
أما رأي ابن فارس، فهو لا يعتمد على سند تاريخي أولا، ولا يؤيده أحد من القدماء والمعاصرين - كما أعلم - ثانيا، وعدم وجود الروايات التي تدعمه.
إذا فنبقى نحن وهذه الروايات التي تنسب وضع النحو للإمام - عليه السلام - أو لأبي الأسود، لنبحث عن مدى ثباتها تجاه الاعتراضات الموجهة لها، ومدى توافقها للموازين النقدية والعلمية.
مناقشة الاعتراضات المناقشة العامة:
وقبل أن نناقش كل اعتراض من الاعتراضات بصورة مستقلة، يجدر بنا أن تقول بأن بعض المعاصرين ناقش هذه الاعتراضات بصورة عامة، يقول كمال إبراهيم عن اعتراضات المعارضين: " وهذه كلها أقاويل واجتهادات لا تقوم على

(33) أخبار النحويين البصريين: 16.
(34) أخبار النحويين البصريين: 15.
(35) نقلا عن تأسيس الشيعة: 40.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست