مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ٩٥
انصرفوا من الفجر ينهشون ابن ملجم بأنيابهم ويثبون عليه وثبا كأنهم السباع، ويقولون: يا عدو الله ما صنعت؟!! قد أهلكت الأمة وقتلت خير الناس، وإنه لمنحني ما ينطق.
قال أبو بكر (١): يعني لساكت.
١٧ - حدثنا الحسين، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا سعيد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، عن زياد بن عبد الله، قال:
قال محمد بن إسحاق: أقبل ابن ملجم المرادي من الشام حتى ضرب عليا، فقالت أم كلثوم بنت علي لابن ملجم: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين؟ قال:
لم أقتل إلا أباك! قالت: أما والله إني لأرجو أن لا يكون عليه بأس، قال: أفعلي تبكين إذا؟!
ثم قال لها: والله لقد سممته شهرا فإن أخلفني فأبعده الله وأسحقه.
١٨ - حدثنا الحسين، أنبأنا عبد الله، قال: وأخبرني العباس بن هشام بن محمد، عن أبيه، عن أبي المقوم يحيى بن ثعلبة الأنصاري، عن عبد الملك بن عمير، قال: لما أدخل ابن ملجم على علي - رحمه الله - صبيحة ضربه وعنده ابنته أم كلثوم تبكي عند رأسه، فلما نظرت إلى ابن ملجم سكتت ثم قالت: يا عدو الله، والله ما على أمير المؤمنين بأس، فقال: أما والله لقد شحذت السيف، وأنكرت الحيف، ونفيت الوجل، وحثثت العجل، وضربته ضربة لو كانت بربيعة ومضر لأتت عليهم، فعلي إذا تبكين؟!
١٩ - حدثنا الحسين، أنبأنا عبد الله، قال: حدثنا المنذر بن عمار الكاهلي، قال:
حدثني ابن أبي الحثحاث العجلي، عن أبيه، قال: خرج علي بالسحر يوقظ الناس للصلاة فاستقبله ابن ملجم ومعه سيف صغير، فقال: ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد﴾ (2).

(١) هو أبو بكر بن أبي الدنيا مؤلف الكتاب.
(٢) سورة البقرة ٢: 207.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست