مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ١٠٠
ابن علي حين حضره الموت، قال:
يا بني أوصيك بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة عند محلها، وحسن الوضوء والصبر عليه، فإنه لا صلاة إلا بطهور، ولا تقبل الصلاة ممن يمنع الزكاة.
وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمر [237 / أ] والتعاهد للقرآن، وحسن الجوار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب الفواحش كلها في كل ما عصي الله فيه.
33 - حدثنا الحسين، أنبأنا عبد الله، قال حدثني أبي - رحمه الله -، عن هشام ابن محمد، عن شيخ من الأزد حدثهم، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه، قال: دخلت على علي أسل به فقمت قائما لمكان ابنته أم كلثوم - كانت مستترة - فقلت: يا أمير المؤمنين، إن فقدناك - ولا نفقدك - نبايع للحسن؟ فقال: ما آمركم ولا أنها كم، فعدت فقلت مثلها فرد علي مثلها (1).
ثم دعا ابنيه الحسن والحسين فقال لهما:
أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تبكيا على شئ منها زوي عنكما، قولا الحق، وارحما اليتيم، وأعينا الضائع، واصنعا للآخرة، وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا، واعملا بما في كتاب الله ولا يأخذ كما في الله لومة لائم.
ثم نظر إلى ابنه محمد ين الحنفية، فقال:
يا بني أفهمت ما أوصيت به أخويك؟ قال: نعم يا أبه، قال: يا بني أوصيك بمثله، وأوصيك بتوقير أخويك وتعظيم حقهما وأمر هما ولا تقطع أمرا دونهما.
ثم قال للحسن والحسين وأوصيكما به، فإنه شقيقكما، وابن أبيكما، وقد

(1) راجع تعليقنا على الرقم 46.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست