مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٢٨٧
أزيد) (٦٢) وذلك أن الوليد كان يقول: ما أعطيت ما أعطيته إلا من خير، ولا حرمه غيري إلا من هوان. فإن كان ما يقوله محمد صلى الله عليه وآله، حقا فما أعطاه في الآخرة أفضل، فقيل له: (ثم يطمع أن أزيد؟ كلا)، أي لا يكون ذلك.
وكذلك قوله: ﴿فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول: ربي أكرمن... إلى قوله: أهانن، كلا﴾ (٦٣).
ومن الرد قوله: ﴿بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة، كلا﴾ (٦٤) أي: لا مفر أكد ذلك بقوله: (لا وزر) تأكيدا لقوله كلا.
ومنه: ﴿إذا تتلى عليه آياتنا قال: أساطير الأولين، كلا﴾ (٦٥) فهو رد، أي:
أنها ليست بأساطير الأولين.
ومن الرد قوله: ﴿أيحسب أن ماله أخلده؟ كلا﴾ (66) أي: ليس كما يظن، فإن ماله لن يخلده.
فذا ما في القرآن من النفي والرد بكلا.
وما كان في أشعار العرب منه، وهو كثير، قول القائل:
فقالوا قد بكيت، فقلت: كلا * وهل يبكي من الطرب الجليد (67) فنفى بذلك قولهم: قد بكيت، وقال ابن الدمينة:
أردت لكيما تجمعينا ثلاثة * أخي وابن عمي ضله من ظلالك أردت بأن نرضى ويتفق الهوى * على الشرك، كلا، لا تظني كذلك (68)

(٦٢) في المطبوع: أن لا يزيد (كذا!).
(٦٣) الفجر: ١٥ - ١٧.
(٦٤) المدثر: ٥٢ - ٥٣.
(٦٥) المطففين: ١٣ - ١٤.
(٦٦) الهمزة: ٣ - 4.
(67) وبعده:
ولكني أصاب سواد عيني عويد قذى له طرف حديد في الأمالي 1 / 50.
(68) الديوان: 46.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست