مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤ - الصفحة ٢٠
رواد علم التفسير والمشهورين بعلم القرآن، حتى لقب ب‍ " ترجمان القرآن " (2).
وكان جل تلمذته على الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حتى شهد الإمام في حقه، بقوله: " كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق " (3).
وهذا الشكل من التفسير يرتكز - كما أشرنا - على المعلومات اللغوية فيتناول الألفاظ الغريبة الواردة في القرآن بالشرح والبيان وإيراد ما فيها من مجاز في الكلمة أو الإسناد أو حذف أو تقدير أو نحو ذلك من التصرفات اللفظية.
قال الأستاذ فؤاد سزگين - بعد أن عدد تلاميذ ابن عباس في علم التفسير -:
" تضم تفاسير هؤلاء العلماء وكذلك تفسير شيخهم توضيحات كثيرة ذات طابع لغوي أحرى أن تسمى: دراسة في المفردات " (4).
وانصب جهد المفسرين في مرحلة تالية على معرفة الحوادث المحيطة بنزول القرآن، لما في ذلك من أثر مباشر على فهم القرآن والوصول إلى مغزى الآيات الكريمة، لأن موارد النزول والمناسبات التي تحتف بها تضم قرائن حالية تكشف المقاصد القرآنية، ويستدل بها على سائر الابعاد المؤثرة في تحديدها وتفسيرها، ويسمى هذا الجهد (بمعرفة أسباب النزول) في مصطلح مؤلفي علوم القرآن.
وقد ساهم كثير من الصحابة، الذين شهدوا نزول الوحي، وعاصروا الحوادث المحتفة بذلك، وحضروا المشاهد، وعاشوا القضايا التي نزلت فيها الآيات، في بيان هذه الأسباب بالإدلاء بمشاهداتهم من أسباب النزول.
واستند المفسرون إلى تلك الآثار في مجال التفسير مستعينين بها على فهم القرآن وبيان مراده.
ويجدر أن يسمى هذا الشكل من الجهد التفسيري بمنهج " التفسير التاريخي ".
وقد أشار بعض علماء التفسير إلى هذين الشكلين من الجهد بقوله: إعلم أن التفسير في عرف العلماء كشف معاني القرآن. وبيان المراد، أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره، وبحسب المعنى الظاهر وغيره.

(٢) لاحظ الفقيه والمتفقه للخطيب (ص)، تأسيس الشيعة للسيد الصدر (ص ٣٢٢).
(٣) سعد السعود لابن طاووس (ص ٢٨٧ و ٢٩٦)، البرهان في علوم القرآن للزركشي (ج 1 ص 8) (4) تاريخ التراث العربي (المجلد الأول ج 1 ص 177).
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست